قبل البدء، نرفع تحية إجلال لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ونخص بالذكر إخواننا المسلمين في كل مكان. كما نتوجه بالشكر للمشاهدين المغاربة على تفاعلهم البناء وملاحظاتهم القيمة التي تثري حلقاتنا. في ليلة من ليالي الكرة المغربية والأفريقية ، حقق نهضة بركان انتصاراً ساحقاً على ضيفه شباب قسنطينة بأربعة أهداف نظيفة في ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية.
تدرب الفريق في أجواء ممطرة قبل المباراة، مما أظهر جاهزيته للتكيف مع الظروف الصعبة و ابان عن الاستعداد النفسي والميداني . اعتمد المدرب معين الشعباني على خط وسط متوازن بقيادة ياسين لبحيري، وخط دفاع منظم أغلق كل المنافذ أمام الهجمات الجزائرية . الجمهور البركاني كان حاضرا بقوة بملعب بركان البلدي حيث شهد حضوراً جماهيرياً غفيراً، حيث بيعت التذاكر بأسعار رمزية (30-40 درهماً)، مما خلق أجواءً داعمة أسهمت في تعزيز أداء اللاعبين .
حيث لم تمر 13 ثانية حتى اهتزت شباك قسنطينة بهدف مبكر لـيوسف المهري، الذي استغل كرة أمامية أربكت الدفاع الجزائري، مسجلاً أحد أسرع الأهداف في تاريخ المسابقة .
في الدقيقة 21، أضافالاعب السنغالي بول باسيني الهدف الثاني برأسية قوية من عرضية أيوب خيري، ليُثبت تفوق الفريق المغربي في الخط الهجومي والكرات الثابتة .
ومع إدارة دكية في الشوط الثاني واصل بركان ضغطه بعد الاستراحة، حيث سجل أسامة المليوي الهدف الثالث في الدقيقة 54، قبل أن يُكمل المليوي نفسه التسجيل برابع الأهداف، ليُحكم سيطرته على المواجهة ويُبعد شبح المنافسة .
يأتي هذا الفوز ضمن مسيرة مثالية لبركان هذا الموسم، حيث سبق أن توج بلقب الدوري المغربي لأول مرة في تاريخه، ويسعى الآن لتحقيق "الثلاثية التاريخية" (الدوري، الكونفدرالية، كأس العرش) . كما أن هذا الأداء يعوض خسارة النهائي أمام الزمالك المصري في النسخة الماضية .
اعترف مدرب قسنطينة خير الدين مضوي بصعوبة المهمة، لكنه أكد أن فريقه سيبذل المستحيل في الإياب يوم 27 أبريل . بينما بركان سيطمح لتاكيد التفوق في الاباب ولاستعداد لمواجهة الفائز من المواجهة الأخرى بين سيمبا التنزاني وستيلينبوش الجنوب أفريقي، حيث يُعتبر المرشح الأقوى للوصول إلى النهائي .
في المواجهات مع الفرق الجزائرية نستحضر اليوم ذكريات ملعب مراكش الخالدة، من انتصارات أسامة السعيدي ، إلى الرباعية التاريخية لمروان الشماخ. واليوم، نرى نهضة بركان تعيد كتابة المجد من بوابة قسنطينة.
نهضة بركان يحقق إنجازاً غير مسبوق بخامس نهائي في 7 مواسم، بعد أن كان الوصيف في النسخة الماضية. نحترم كل الآراء، لكننا نؤكد أن دعم الفرق المغربية في المحافل الدولية هو واجب وطني. اليوم، نهضة بركان يمثل بلداً بأكمله، ونجاحه هو نجاح للكرة المغربية.
مبروك لجماهير بركان، ومبروك للمغرب هذا الإنجاز. نترككم مع طعم النصر ولذة الشاي المغربي، ونعدكم بالمزيد في القادم إن شاء الله.
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.