بناءً على التحليل التفصيلي للقطات المثيرة للجدل حول الهدف الثالث لبرشلونة ضد ريال مدريد، تتوزع المسؤوليات بشكل دقيق بين عدة أطراف. لوكا مودريتش استخلص الكرة من ضغط الخصم وحاول بناء هجوم مرتد سريع بتمرير كرة قصيرة ودقيقة نحو إبراهيم دياز. رغم أن التمريرة بدت محفوفة بالمخاطر، إلا أن الصور تثبت أن مودريتش لم يكن يملك خيارات أوضح، حيث كان إندريك محاصرًا وفالفيردي بعيدًا عن متناول التمرير.
في المقابل، إبراهيم دياز لم يتعامل مع الموقف باليقظة المطلوبة، حيث بقي في حالة انتظار دون التحرك نحو الكرة أو قراءة محيطه بشكل صحيح. ظهور جول كوندي المفاجئ واستخلاصه للكرة بشكل ذكي فضح تردد دياز وتباطؤه، في خطأ يعتبر قاتلًا في كرة القدم الحديثة التي تعتمد على السرعة وردة الفعل الاستباقية.
على مستوى الأخطاء الفردية، يُلام مودريتش بشكل جزئي لاختياره تمريرة خطرة، لكنه من منظور تكتيكي اتخذ قرارًا منطقيًا بالنظر لضغط الوقت وقلة الخيارات. بالمقابل، يتحمل دياز الجزء الأكبر من المسؤولية بسبب سلبيته وضعف ردة فعله، وهو أمر لا يُغتفر في هذا المستوى العالي من المنافسات، حيث يتوجب على اللاعب التحرك المستمر وضمان السيطرة على منطقته في أي لحظة.
توقيت الهدف، الذي جاء في اللحظات الأخيرة من الوقت الإضافي، زاد من تعقيد الوضع، حيث يكون التركيز والجاهزية البدنية حاسمين. دياز أظهر قصورًا واضحًا، بينما تألق كوندي بفضل استباقه للأحداث. ومن اللافت أن مودريتش رفع يديه فور ضياع الكرة، معبرًا عن احتجاجه وإشارته إلى أن الخطأ كان في الاستقبال وليس التمرير.
ومع ذلك، من الضروري النظر إلى السياق العام لوضعية دياز. اللاعب يعاني من قلة دقائق اللعب مع ريال مدريد، ما يؤثر حتمًا على إيقاعه وثقته بنفسه داخل الملعب. لاعب لا يشارك بانتظام يصعب عليه الحفاظ على تركيز عالٍ في لحظات تتطلب أعلى درجات الجاهزية الذهنية والبدنية.
لذلك، من الناحية الموضوعية، يمكن القول إن دياز مظلوم نسبيًا، إذ لم يتمكن من الدخول في نسق الفريق مثل زملائه الأساسيين. ومع ذلك، تبقى عليه مسؤولية فردية تتمثل في ضرورة تقديم أعلى مستوى ممكن عند كل فرصة تُتاح له، لأن اللعب لنادٍ بحجم ريال مدريد لا يمنح هامشًا كبيرًا للخطأ.
في النهاية، تبقى المسؤولية الكبرى على عاتق إبراهيم دياز، بينما يُحسب على مودريتش فقط اتخاذ قرار محفوف بالمخاطر في لحظة حرجة. هذا المشهد يعيد التأكيد على أن كرة القدم الحديثة لا ترحم من يتردد، وأن الاستجابة السريعة والحضور الذهني صارا من أهم مفاتيح النجاح على المستطيل الأخضر.
الاعب المفربي دياز وقع في خطأ مؤثر، لكنه يحتاج إلى دعم وثقة أكبر ليظهر قدراته الكاملة. ونثق أن مع الاستمرارية، سواء مع ناديه أو مع المنتخب المغربي، سيؤكد قيمته كلاعب موهوب يليق بالمنافسة في أعلى المستويات.
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.