أزمة الدولار: هل نحن على مشارف تغيير جذري في النظام المالي العالمي؟
بقلم فريق minfo24
مرحبا بزوار موقع **minfo24**، في هذا المقال سنتناول تحليلاً لمؤشر الدولار (DXY) وتأثيره على الاقتصاد العالمي، مع التركيز على انعكاساته المحتملة على الاقتصاد المغربي. كما سنقدم نصائح عملية للاستثمار الآمن في ظل التقلبات الاقتصادية الحالية. في السنوات الأخيرة، بدأ العالم يشهد تحولات كبرى في النظام المالي العالمي، وخاصة فيما يتعلق بمكانة الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية. مؤشرات عدة تلوح في الأفق وتدفع العديد من الاقتصاديين والمهتمين بالشأن المالي إلى طرح تساؤلات حول مصداقية هذا النظام واستمراريته.
مؤشر DXY: مقياس قوة الدولار
أحد أهم المؤشرات التي تتابع قوة الدولار هو مؤشر DXY أو US Dollar Index، والذي يقيس أداء الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات العالمية مثل اليورو، الجنيه الإسترليني، الين الياباني، والفرنك السويسري. ارتفاع هذا المؤشر غالباً ما يعكس قوة الدولار وثقة الأسواق فيه، بينما انخفاضه يشير إلى عكس ذلك.عندما يرتفع المؤشر، فهذا يعني أن الدولار في حالة صعود مقابل هذه العملات، والعكس صحيح.
قرارات الفيدرالي الأمريكي وتداعياتها
منذ جائحة كوفيد-19، اتخذ البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قرارات جريئة من خلال خفض ثم رفع سعر الفائدة بشكل متتابع. هذه السياسات النقدية أثرت بشكل مباشر على حركة الأسواق العالمية وعلى معدل التضخم والانكماش. مما أضعف الدولار. لكن مع ارتفاع التضخم، بدأ برفع الفائدة منذ 2022، مما أعاد بعض القوة للعملة الأمريكية. .
لكن ما يثير الانتباه اليوم هو النقاش الدائر حول استقلالية البنك الفيدرالي، خاصة بعد تصريحات سياسية تتعلق بتغييرات محتملة على مستوى قيادته، وهو ما قد يزعزع الثقة في حيادية السياسة النقدية الأمريكية
مما يبين ان تأثير السياسة النقدية الأمريكية على المؤشر . بخفض الفائدة يؤدي إلى ضعف الدولار بسبب زيادة المعروض النقدي. و عند رفع الفائدة يعزز قوة الدولار بجذب المستثمرين بحثاً عن عوائد أعلى.
لماذا يشهد الدولار تراجعاً حالياً؟ هل هي بداية التخلي عن الدولار؟
نرى عدم وضوح السياسات المالية الأمريكية، خاصة مع تهديدات ترامب بالتدخل في استقلالية الفيدرالي. مع تنامي تحالفات اقتصادية مثل مجموعة بريكس (BRICS) التي تضم دولاً كبرى مثل الصين، روسيا، والبرازيل، بدأت بعض الدول في البحث عن بدائل لاستخدام الدولار في التبادلات التجارية، وذلك لتفادي العقوبات أو التأثير السياسي الأمريكي. التخوفات من انهيار النظام المالي التقليدي والتحول نحو العملات المشفرة أو نظام "بريكس" .
التوجه العالمي لـ "نزع الدولرة" (De-Dollarization)
بدأت دول مثل الصين وروسيا ودول "بريكس" البحث عن بدائل للدولار في تجارتها لتجنب العقوبات الأمريكية. هذا قد يهدد مكانة الدولار كعملة احتياط عالمية. إدن هذه الظاهرة، المعروفة باسم "De-dollarization" أو التخلي عن الدولار، قد تكون خطوة نحو نظام مالي عالمي متعدد الأقطاب، حيث تتنوع العملات المرجعية ويقل الاعتماد على الدولار كمصدر رئيسي للاحتياط.
التضخم والركود
الارتفاع المستمر في أسعار الطاقة والسلع رغم تراجع الدولار يُنذر بفترة "تضخم ركودي" (Stagflation). وبالتالي السؤال الملح هو كيف يؤثر هذا على الاقتصاد المغربي؟
سعر صرف الدرهم: الدولار الضعيف يعني انخفاض سعره مقابل الدرهم (مثلاً: من 10 درهم إلى 9.5 درهم للدولار). هذا يُقلل من قيمة الصادرات المغربية (مثل الفوسفات والمنسوجات...) لأنها تصبح أغلى للدول المشترية بالدولار. رغم أن هذه التغيرات تبدو بعيدة، إلا أنها قد تترك بصمات واضحة على اقتصادات الدول النامية. بالنسبة للمغرب، لا يُتوقع تأثير مباشر حالياً، خاصة أن الدرهم المغربي لا يزال تحت نظام صرف شبه ثابت. ومع ذلك، فإن أي تراجع في قيمة الدولار أو تغييرات في النظام المالي العالمي قد تفرض تحديات مستقبلية، خاصة فيما يتعلق بأسعار الاستيراد وتمويل الميزانية.
دعا الخبير الاقتصادي والي بنك المغرب السيد عبد اللطيف الجواهري إلى زيادة احتياطيات المغرب من الذهب كحماية من الأزمات المالية. حيث الذهب يُعد ملاذاً آمناً في أوقات عدم استقرار العملات. وشراء الذهب كاحتحياط ضد انهيار العملات أو التضخم. مع الانتباه لسعر الذهب بالدولار والدرهم قبل الشراء. والاابتعاد عن الاستثمارات المضاربة (مثل العملات المشفرة غير المستقرة). ويجب التركيز على الأصول الملموسة (العقار، الذهب، والسلع الأساسية). مع تنويع المحفظة الاستثمارية بحيث لا تضع كل مدخراتك في قطاع واحد. مؤشر الدولار يعكس تحولات كبرى في الاقتصاد العالمي، وقد تكون بداية تراجعه علامة على تغيير جذري في النظام المالي. بالنسبة للمغرب، من الضروري تعزيز الاحتياطيات وتبني سياسات اقتصادية مرنة لمواجهة التحديات القادمة. نصيحة أخيرة: استعد للمستقبل بتعزيز معرفتك المالية، وتابع معنا في **minfo24** لدورات تدريبية حول أسواق المال والاستثمار الآمن!
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.