أهلاً بكم متابعينا الكرام على minfo24، في هذا المقال نسلط الضوء مجدداً على موضوع الغاز الطبيعي في المغرب، ونقدم معلومات جديدة ومفيدة لكل من يهمه الأمر، سواء كمواطن، أو كمستثمر محتمل في هذا القطاع الواعد.
حوض الغرب: أحد أبرز مصادر الغاز
من بين الحقول النشيطة حالياً في المغرب، نجد حوض الغرب المتواجد بمدينة القنيطرة، والذي يُعد من المناطق التي تشهد نشاطاً ملموساً في إنتاج الغاز. ورغم أن الكميات المنتَجة تظل محدودة مقارنة بالطلب الوطني، إلا أن الحوض يساهم بشكل مهم في تغذية بعض الصناعات المحلية.
هل نعيش طفرة غازية حقيقية؟
رغم كل ما يُقال في وسائل التواصل الاجتماعي حول "الكنوز" المكتشفة تحت تراب المغرب، فإن الرقم الحقيقي للإنتاج ما زال متواضعاً. فالمغرب يستهلك حوالي مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، في حين أن مجموع ما ننتجه اليوم (من كل الحقول مجتمعة) لا يتجاوز 25 مليون متر مكعب، أي فقط 2.5% من حاجتنا.
حتى لو وصلت الحقول الجديدة إلى إنتاج 100 مليون متر مكعب في المستقبل القريب، فإننا سنبقى بعيدين جداً عن تحقيق الاكتفاء الذاتي. لذلك من المهم أن نتعامل مع هذه الأرقام بواقعية بعيداً عن التهويل أو الإحباط.
الشركات الأجنبية والدولة: من يأخذ ماذا؟
معظم الشركات التي تستثمر في الغاز بالمغرب تحصل على 75% من العائدات، بينما تحتفظ الدولة عبر المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن بـ25%. البعض يرى أن هذه النسبة غير عادلة، لكن الحقيقة أن الاستثمار في التنقيب مكلف جداً ويحتاج إلى خبرات وتقنيات عالية المخاطر، وهو ما يُبرر حصة الشركات.
أما حصة الدولة، فهي لا تُوزَّع مباشرة على المواطنين، بل يتم استغلالها في دعم الكهرباء أو بيعها بالعملة الصعبة من أجل دعم الميزانية العامة.
دعوة للفهم والمشاركة
علينا أن نُفرّق بين النقد الهادف وسوء النية. نعم، في بلدنا توجد مشاكل وفساد، لكن توجد أيضاً جهود لتقوية الاقتصاد الوطني.
فهمنا العميق للواقع يساعدنا على المساهمة بشكل إيجابي في النقاش، خاصة مع انتشار معلومات غير دقيقة على وسائل التواصل.
من المهم أن نُدرك أن المغرب ليس دولة نفطية أو غازية مثل روسيا أو الجزائر أو قطر. ورغم اكتشاف بعض الحقول، فإن الحديث عن ثورة غازية مبالغ فيه في الوقت الراهن. ما نحتاجه اليوم هو نقاش وطني هادئ وموضوعي حول مستقبل الطاقة في بلادنا، مع تشجيع الدولة على الشفافية، ودعم البحث العلمي، وتوسيع شبكة الغاز دو فيل، حتى يكون لدينا إنتاج وطني فعلي يُخفف الضغط على ميزان الطاقة. في انتظار ذلك، يظل الرهان على الطاقات المتجددة، مثل الشمس والرياح، أكثر واقعية وجدوى.
وأخيراً، نرجو منكم مشاركة هذه المعلومات مع أصدقائكم. الوعي طاقة، والمعلومة قوة.
شكراً minfo24 على التوضيح! بزاف ديال الناس كيظنّو أن المغرب غادي يولي دولة غازية فشي نهار، ولكن الحقيقة اللي قلتيها مهمة: خاصنا نكونو واقعيين ونشجعو النقاش البناء.
مقال أكثر من رائع! أعجبني كيفاش شرحتي الأمور بلغة بسيطة وواقعية بعيداً عن التهويل. المغرب فعلاً محتاج يركز على التوازن بين الغاز والطاقات المتجددة
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.